www.shababgam3a.yoo7.com

"كلمات حب في الدفتر" 50758410

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

www.shababgam3a.yoo7.com

"كلمات حب في الدفتر" 50758410

www.shababgam3a.yoo7.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    "كلمات حب في الدفتر"

    Hamada
    Hamada
    المراقب العام
    المراقب العام


    ذكر
    عدد الرسائل : 1065
    العمر : 33
    الموقعShababgam3a.yoo7.com
    المزاج : وانت مال اهلك
    تاريخ التسجيل : 05/04/2009

    "كلمات حب في الدفتر" Empty "كلمات حب في الدفتر"

    مُساهمة من طرف Hamada الخميس يوليو 30, 2009 12:12 am

    "كلمات حب في الدفتر"

    قصة قصيرة، بقلم: حسني سيد لبيب
    ............................................

    ارتعشت يده. غار قلبه. أحب أن يعبث بحاجيات عفاف. ماذا يحوي هذا المكتب الصغير ؟ حرص على أن يلج باب غرفتها دون أن يسمع له صوت، رغم أن البيت خال. تردد. حملق في الصورة التي يحيطها إطار مذهب، كأنه إكليل يتوج العروس. رنا إلى الصورة.. ابتسامة حانية ونظرة ملائكية، وشعر منسدل على الكتفين كالليل الدافئ. اقتعد كرسيها. ذعر. ارتعد. تدخل فجأة. تبتسم. تتكئ بمرفقها على المكتب، تسند وجهها على كفها. الإبهام والسبابة يرسمان الرقم سبعة. الابتسامة تزغرد في العينين.. " ما شأنك بحوائجي؟.. ولِمَ تتدخل في حياتي الخاصة ؟ ". يحملق في الفراغ الذي حوله. قبضة يده تخبط المكتب بقوة. شعره الهارب إلى الوراء تاركا جبهة أعرض، يقشعر. يكفهر وجهه. أيرد عليها ؟ ماذا يقول ؟ مفتاح المكتب قابع في يده المرتعشة. يتوسل إلى الصورة التي تشاغله. ماذا يحوي المكتب من أسرار ؟ يود أن يستكشف عالمها الخاص.
    في الصبا، كانا يتشاجران لأتفه الأسباب، الأخت الشقية كبرت.. عفاف كبرت. تكور النهدان، واتسق القد. جرى ماء الأنوثة في جسدها، لكنها أبدا ظلت عفيفة طاهرة، خفيفة الظل، رشيقة القوام، رائعة الجمال. شعرها يتبدل من حال لحال. يبدو كالليل الدافئ حين يشرق محياها بالابتسام، ويبدو كالموج الصاخب حين يغلف ملامحها الشجن.
    المفتاح يا رفعت في يدك، ماذا تنتظر ؟ لماذا أنت خائف ؟ ألأنك لم تستأذن ؟ أم لأنك وحيد، والبيت خال ؟ الأم تعزي إحدى الجارات، والأب في العمل، وأنت وحدك. اعترتك رغبة غامضة في المكوث بالبيت. قد تكون إجازة استجمام من رتابة العمل. لكنك تحفزت منذ المساء كي تفتح المكتب، وتتعرف على محتوياته. لا تخف من عفاف. عفاف بنت طيبة. أنت تعرف طبعا هذه الطيبة. كثيرا ما يدب الخصام بينكما. لكنها في النهاية تحطم عنادك، وإصرارك على القطيعة، وتجبرك على التحدث معها.. فلماذا أنت خائف ؟ هي أختك الطيبة، وعليك أن تتعايش مع عالمها الخاص.
    يضع المفتاح على المكتب. يرجع بجذعه إلى الوراء. يحملق في سقف الغرفة. يتحسس الجبهة العريضة, صداع يحفر الألم في رأسه. يفرك الجبهة بأنامله. في عينيه غشاوة. تبدو الغرفة كما لو أن الضباب قد تكثف في أنحائها. الغرفة هادئة هدوءا غريبا. ينهض عن كرسيه. يتمشى في الغرفة جيئة وذهابا. النظرات مثبتة على المكتب المغلق، يستفزه السر الكامن. إنه متردد، والمفتاح مصلوب على المكتب!
    تنجذب عيناه إلى ملف أحمر يعلوه التراب، موضوع على كرسي صغير بجوار المكتب، يتناول الملف. ينفض التراب عن غلافه. يفتحه. مكتوب في وسط الصفحة الأولى ( بسم الله الرحمن الرحيم ). يقلب الصفحة. يقرأ العنوان ( قالوا عن الحب ). كلمات قيلت هنا وهناك، جمعتها بمهارة وذكاء. إنه خط عفاف مائة بالمائة. هذه النون المقلوبة، وتلك الميم ذات الدائرة الضيقة المنمنمة، مكتوبة بخطين مختلفين حسبما يحلو لعفاف أن تكتب الميم. فهي حائرة بين أن تشبك بدائرتها الصغيرة خطا أفقيا، أو تُلوَى بخط رأسي. إنه خط عفاف. يشرد. هل عرفت عفاف الحب ؟ هل أحبت ؟ أم هي كلمات سطرتها خيالات المراهقة ؟ كيف تخونه ؟ هذه خيانة. إنه يعلم أنها لم تعرف الحب قط. في كل أحاديثها معه، لم تتطرق إلى كلمة الحب. هذه كلمة منبوذة، مهجورة.. لم يألفها مجلسهم العائلي.. اللهم إلا حب الوالدين والناس. أما الحب بين الجنسين فأمر مهمل.
    يشعل لفافة دخان. وينفث الدخان من صدره كأنه يزيح عبئا ثقيلا. سألته خطيبته ذات مرة :
    ـ أتحبني ؟
    ابتسم ساخرا :
    ـ لست أؤمن بالحب.
    ـ تكرهني إذن..
    ـ لا.. أخلص لك. لكني لم أفكر قط في أن تكون لي علاقة غرام بامرأة.
    ـ لكني خطيبتك..
    ـ وزوجة المستقبل.
    ـ وحبيبتك..
    صمت. لم يتعود على لغة الغرام. متزن هو. متعقل. يتراءى له الحب كعملة صدئة في سوق العلاقات العامة. قد يكون مخطئا، لكنه يكره النفاق. اختلطت كلمة الحب في ذهنه بكلمات النفاق والمجاملة والمداهنة. قطع الصمت وقال :
    ـ يكون الحب بالسلوك والمعاشرة والتفاهم.. ليس الحب كلاما فحسب.
    جال هذا الحوار بخاطره، وهو يتلو كلمات الحب المأثورة، المكتوبة بخط عفاف العفيفة الطاهرة. بنت شقية هي، وذكية. لم تنطق بكلمة الحب أمامه، لكنها ضمتها تلك الكراسة التي تستأمنها على مشاعرها. ألا تدري أن يدا سوف تعبث في الخفاء ؟ ألا تعرف أن رفعت سوف يقرأ ما تكتب ؟ ويبتسم لهذا الخاطر، لكنها ابتسامة حزينة باهتة!
    في الصفحة المقابلة يقرأ رأي أخته في الحب. إنه أسلوبها، وتلك أخطاؤها النحوية. تبدأ هذه السطور.. " يجب أن نزرع الحب في قلوب الناس ". تشده العبارة، فيستغرق في القراءة.
    وفي الصفحة التالية قصيدة غزلية لنزار قباني، منقولة بخط منمق، يقرأ كلمات غزل في نهدي المرأة.. أواه !.. عفاف تقرأ مثل هذه الكلمات، وتكتبها أناملها الرقيقة! المفاجأة تذهله، تزيد من حدة الصداع. عينا عفاف تنظران إليه من خلال إطار الصورة، هما عينان كحيلتان، عينا فتاة رشفت من كأس الحب. المشهد يتجسد أمامه.. كان حبيبها ينتظر عند باب الكلية كل يوم. مواعيد المحاضرات غير منتظمة، والرقابة غير مجدية، والحجج كثيرة. لا تستطيع قوة أن تمنع انتشار الحب. ليس في مقدوره أن يمنع عفاف من ارتشاف الحب. الشعر الأسود المنسدل على كتفيها يبدو كنقاب يرفع عن وجهها، فيتعرى الوجه الصبيح.
    يضيق بوقفته. يجلس. يضع الكراسة على المكتب. يشرد. تختلط المعاني داخل رأسه.
    عاد يقلب صفحات الكراسة. ذكريات أم كلثوم منسوخة في صفحة كاملة. وفي صفحة أخرى يقرأ عن ( عجائب الدنيا السبع ). ثم يعثر على قصاصة ورق من إحدى المجلات، تتضمن تفسير آية قرآنية. تهدأ الزوبعة. يثق بأخته.
    عروس طاهرة. عفيفة. ترفل في ثوب الزفاف الناصع البياض. الطرحة بيضاء، والابتسامة عذراء، والزفة موكب نور. إنه ينتظر هذا اليوم. تزف عفاف أولا، ويؤخر زواجه. تشنف أذنيه دقات الدفوف، ينتشي بمراسم الزفة. أخته كالشعاع الأبيض يضفي على البيت سحرا عميق الأثر. أمه فرحانة، مبسوطة. أبوه هادئ، وقور.
    سوف ينقشع الليل الأسود البغيض. سوف يدفن الماضي. فليستبشر خيرا. أرادوها نكدا. غيروا الزفة، أجبروه على السير في سكة غبراء. لا.. عفاف أخته، وسيفرح لها، قريبا إن شاء الله‍! غدا. اليوم. اللحظة. الجو بارد. الصورة ترنو إليه، كأنها تستعطفه. يود أن يبكي، أحيانا تغسل الدموع همومنا.
    يعود إلى الكراسة، إلى كلمات الحب التي أشرقت من جديد. يقرأ رسالة كتبتها أخته، لحبيب القلب طبعا. كتبت " حبيبي… ". والاسم مطموس بخطوط متقاربة. يحملق. تجهد عيناه. لن يستطيع قراءة الاسم. الاسم مطموس تماما. لا فائدة من المحاولة. ليكن أي رجل. المهم أنها عشقت رجلا، عرفت الحب، آمنت به. في كلماتها إشراقة ونقاء. يحملق في الصورة. يشرد في البعيد. حالا تجئ، وتتوسل. ها هي ترفل في ثوبها الأنيق. تزرع ابتسامة حب خضراء.. " والنبي يا رفعت، لا تزعل مني. شاب طيب، وسيتزوجني ". يبتسم. يعود إلى الكراسة بعد أن احتضن الفراغ الهائل الذي احتواه. تريدين أن تصبحي مؤلفة يا عفاف، وتكتبين عن الحرية أم تبحثين عن الفوضى ؟
    يقرأ قصيدة تتغنى بحب مصر. ثم كلمة كتبتها عن صديقاتها. كتبت عن صديقاتها، كتبت أسماءهن. ثم ينجذب إلى مقال قصير، مكتوب عنوانه بالأحمر القاني.. ( الحب والموت ). كتبت عن الحب والموت، وربطت بينهما، مزجت بين المعنيين.
    يفيق على صوت رنين الهاتف. تلومه خطيبته على تغيبه. تخاصما منذ أسبوع. كان عنيدا، متشبثا برأيه. تحاول أن تغير من طبيعته. يعتقد أن الرجل صاحب الرأي، وينبغي ألا ينصاع إلى مشورة امرأة. ولكن شيئا ما، تغير في نفسه الآن. لا يدري ما هو ؟ لكنه يشعر بجبل الكبرياء يتحطم، ويتهاوى. ينتشي بصورة خطيبته التي انتشلته من الجب الذي وقع فيه. كان رقيقا معها. وخيل لها ـ لفرط دهشتها ـ أن الصوت ليس لرفعت، وإنما صوت ملاك هبط من السماء!
    يعود منتشيا بعد المكالمة. يتذوق الكلمات. بعض الجمل يعيد قراءتها.. ( الحب والموت).. معاني جديدة تطرأ على ذهنه، وكأن عفاف فيلسوفة. عبارة مبهمة تقول : " قد يفضي الحب إلى الموت، وقد يفضي الموت إلى الحب ".. ثم عدة نقط، كأنها آثرت أن تكتم السر في أعماقها.
    يخشى أن تجئ وتسأل عن رأيه ـ هكذا ظن ـ فيرتج عليه القول. يمسك بالقلم ويتفكر فيما ينبغي أن يقول. ينتقي صفحة خالية في آخر الكراسة. يكتب :
    " أختي عفــاف .. أعجبتني الكراسة، لكن كلمات الحب… ".
    لم يستطع أن يكمل. يتردد. يرتعش القلم بين أنامله. يحس ببرودة تلفح وجهه. يخشى أن تصاب عفاف بنوبة برد وهي نائمة. يقف. يخطو. يقترب من الفراش. يسحب الغطاء. يدثر الساقين العاريتين، ليصون عفافه.. وما احتضن الغطاء إلا الفراغ!
    الفراغ هائل، مارد.. والصمت رهيب، كئيب..
    يعود إلى الكراسة. يشطب ما كتب. يطمس الكلمات. ثم يرنو إلى الصورة. يستعطفها كي تغفر إساءته.
    يتملى فيما طمس من كلمات. يجد الصفحة مشوهة. سوف تغضب عفاف من هذا الافتراس الهمجي لمشاعرها. يقطع الورقة بحيث لا تؤثر على أناقة الكراسة.
    يضع الكراسة في مكانها داخل الملف. يعيد الملف إلى مكانه فوق الكرسي الصغير. يتناول المفتاح. يرتعش المفتاح بين أنامله. ينظر إلى الصورة مليا، ثم إلى الفراش الخالي!
    وفي معبد الصمت العريق، يتناهى إلى سمعه صوت هامس، ملائكي النغمة.. حبنا أقوى من الموت.. حبنا أقوى من الموت.
    وظل المفتاح مصلوبا بين أنامله..
    ولا يزال الفراش خاليا..
    والصورة تتألق، تزهو، تشع نورا في وجدانه.
    .................................................. ...................
    jana
    jana
    المساعد الخاص
    المساعد الخاص


    انثى
    عدد الرسائل : 744
    العمر : 33
    المزاج : الحمد لله
    تاريخ التسجيل : 13/04/2009

    "كلمات حب في الدفتر" Empty رد: "كلمات حب في الدفتر"

    مُساهمة من طرف jana الخميس يوليو 30, 2009 12:22 am

    توبيك جميل يا احمد
    Hamada
    Hamada
    المراقب العام
    المراقب العام


    ذكر
    عدد الرسائل : 1065
    العمر : 33
    الموقعShababgam3a.yoo7.com
    المزاج : وانت مال اهلك
    تاريخ التسجيل : 05/04/2009

    "كلمات حب في الدفتر" Empty رد: "كلمات حب في الدفتر"

    مُساهمة من طرف Hamada الخميس يوليو 30, 2009 12:25 am

    nousa كتب:توبيك جميل يا احمد

    شكرا على المرور يا نوسه
    malak
    malak
    عضو نشط
    عضو نشط


    عدد الرسائل : 42
    العمر : 32
    المزاج : in love
    تاريخ التسجيل : 28/03/2009

    "كلمات حب في الدفتر" Empty رد: "كلمات حب في الدفتر"

    مُساهمة من طرف malak الجمعة يوليو 31, 2009 10:57 pm

    موضوع جميل اوى يا حماده
    Hamada
    Hamada
    المراقب العام
    المراقب العام


    ذكر
    عدد الرسائل : 1065
    العمر : 33
    الموقعShababgam3a.yoo7.com
    المزاج : وانت مال اهلك
    تاريخ التسجيل : 05/04/2009

    "كلمات حب في الدفتر" Empty رد: "كلمات حب في الدفتر"

    مُساهمة من طرف Hamada السبت أغسطس 01, 2009 12:32 am


    شكرا يا ملك

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 10:31 pm